كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة سيسار فاليخو في بيرو عن وجود صلة مقلقة بين متلازمة القولون العصبي (IBS) وضعف الأداء الجنسي لدى الرجال، حيث تبيّن أن المصابين بالقولون العصبي أكثر عُرضة لمشاكل الانتصاب بمعدل يفوق الضعف مقارنة بغير المصابين.
الدراسة: تفاصيل مُثيرة للقلق
شملت الدراسة 133 طالبًا جامعيًا تتراوح أعمارهم بين 19 و24 عامًا، حيث خضعوا لتقييم شامل للصحة الهضمية والجنسية. وأظهرت النتائج أن الطلاب الذين يعانون من القولون العصبي كانوا أكثر عُرضة لضعف الانتصاب مقارنةً بزملائهم الأصحاء.
وأوضح الدكتور ماريو فالاداريس-جاريدو، قائد الفريق البحثي، أن القولون العصبي يُؤثر سلبًا على نوعية الحياة، مما قد يؤدي إلى اضطرابات نفسية وعاطفية تزيد من خطر الإصابة بالعجز الجنسي.
كيف يُفسر العلم هذه العلاقة؟
يُعتقد أن الرابط بين الحالتين قد يعود إلى:
التوتر النفسي: وهو عامل مشترك بين طلاب الطب، وقد يؤثر على كل من الجهاز الهضمي والوظيفة الجنسية.
الالتهاب المزمن: حيث يُمكن أن يؤثر التهاب الأمعاء على إفراز الهرمونات والأوعية الدموية، مما قد يُعيق القدرة على الانتصاب.
أمراض هضمية أخرى: مثل التهاب الأمعاء (IBD)، والتي رُبطت سابقًا بضعف الانتصاب بسبب تأثير الالتهاب على الدورة الدموية.
تحذيرات هامة من الباحثين
رغم النتائج الصادمة، حذّر الباحثون من أن العينة الصغيرة (طلاب جامعيون فقط) قد تعني أن النتائج لا تنطبق بالضرورة على جميع الفئات العمرية. وأكدوا على حاجة المزيد من الدراسات لفهم الآلية الكامنة وراء هذا الارتباط.
توصيات للعلاج الشامل
أوصى الباحثون بضرورة دمج العلاج الجسدي والنفسي للمرضى، خاصةً أن القولون العصبي لا يؤثر فقط على الجهاز الهضمي، بل قد يمتد تأثيره إلى الحياة الجنسية والاجتماعية. كما دعوا إلى ضرورة تقديم دعم نفسي متخصص للمصابين لتحسين جودة حياتهم بشكل عام.
خلاصة القول: إذا تم إثبات هذا الارتباط بشكل قاطع، فقد يُحدث ذلك تغييرًا جذريًا في طرق تشخيص وعلاج كل من القولون العصبي والعجز الجنسي في المستقبل.