ينشغل الإنسان طوال فترة النهار بمهامه الحياتية، ما يجعله يتجاهل مشاكله، ولكن عند نهاية اليوم، وخاصة عند الذهاب إلى السرير للنوم، يبدأ بالتفكير في كل ما يزعجه، وقد ينهمر في البكاء.
هذه المشكلة يعاني منها كثيرون، فالبعض يستطيع السيطرة عليها، وآخرون قد تصل بهم إلى مرحلة الاكتئاب، وهناك من يعانون من الأرق والقلق.. وكل ذلك دفع كثيرين للتساؤل حول ما إذا كان البكاء كثيرًا قبل النوم قد يؤدي إلى أمراض ومشاكل على صحة الإنسان؟.
الدكتورة هالة حماد استشاري الطب النفسي، شرحت لـ "الوطن" أسباب البكاء قبل النوم وتأثيره على الشخص قائلة: "الواحد طول اليوم بيبقى مشغول في مسؤوليات الحياة، فبينشغل عن ما يؤلمه نفسيًا أو ما يقلقه، ولكن لما يدخل ينام تهاجمه الأفكار المخيفة أو المؤلمة اللي بتخليه يبكي، أو تبتدي تسيطر عليه، ومفيش حد يطمنه، أو يريحه".
ووصفت استشاري الطب النفسي البكاء بـ "بيريح وبيتعب"، فعندما ينام الشخص وهو يبكي ويفكر في أمور مخيفة ومؤلمة، سيرى ذلك في أحلامه حيث إن الأحلام ما هي إلا تفسير للمخاوف والمشاعر أثناء النهار: "وبتيجي بشكل أحلام مرعبة ومؤلمة وكأنها مستمرة في البكاء، عشان كده الأبحاث بتقولك حاول تضحك قبل النوم عشان تنام نوم كويس، عشان لما بتضحك بتفرز كيماويات فيها سعادة، فتنام نوم كويس".
ولكن الشخص الذي ينام وهو يبكي عندما يستيقظ من النوم يشعر وكأنه لم ينم بحسب "حماد"، كونه لم يحصل على الراحة الكافية في الفكر والإحساس والبدن، حتى وإن استغرق 12 ساعة في النوم: "وده بيجي في حالات الاكتئاب كتير بيبقى نوم غير مريح، وغير هادئ، ولا يعمل إعادة طاقة نفسية تاني".
واستكملت "حماد" حديثها بأن حينها يحتاج الشخص إلى زيارة الطبيب النفسي حتى يكتشف إذا كان الأمر مجرد ضغوط نفسية ويحتاج فقط مساندة نفسية، أو اكتئاب وعليه الحصول على علاج: "مش كل الحالات اللي فيها بكاء يكون اكتئاب ولازم دواء".
تأثير البكاء قبل النوم على الصحة
بخلاف القلق والتوتر في النوم، قد يزيد البكاء قبل النوم من أعراض الأشخاص المرضى بالسكر أو الضغط أو القولون العصبي أو القرحة بالمعدة: "هو ممكن ميجبش أمراض بس الضغط النفسي هيزود الأمراض اللي عندك".
كيفية التخلص والابتعاد عن البكاء قبل النوم
نصحت استشاري الطب النفسي الشخص أن يبحث عن أي شيء يجعله يضحك قبل النوم، على سبيل المثال مشاهدة فيديو كوميدي: "لازم تحافظ على سلامتك النفسية عشان تقدر تكمل".
نقلا من ألون الوطن